اسمه وكنيته ونسبهأبو عبد الله، جابر بن عبد الله بن عمرو الأنصاري الخزرجي.
ولادتهلم تُحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته ومكانها، إلاّ أنّه من أعلام القرن الأوّل الهجري.
صحبتهكان(رضي الله عنه) من أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله)، والإمام عليّ والإمام الحسن والإمام الحسين والإمام زين العابدين(عليهم السلام).
جوانب من حياتهأدرك جابر الإمام الباقر(عليه السلام)، إلاّ أنّه تُوفّي قبل إمامته، وله من المكانة بحيث أنّ الإمام الباقر(عليه السلام) قال: «حدّثني جابر عن رسول الله(صلى الله عليه وآله)، ولم يكذب جابر أنّ ابن الأخ يُقاسم الجد»(2).
وكان(رضي الله عنه) من الثلّة القليلة التي تعرف تأويل الآية الشريفة: «إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ»(3)، أي أنّه كان يؤمن بالرجعة، فإنّ من النادر أن يعتقد أحد بالرجعة في القرن الأوّل الهجري.
من أقوال الأئمّة(عليهم السلام) فيه1ـ قال الإمام الصادق(عليه السلام): «إنّ جابر بن عبد الله الأنصاري كان آخر مَن بقي من أصحاب رسول الله، وكان رجلاً منقطعاً إلينا أهل البيت»(4).
2ـ قال محمّد بن مسلم وزرارة: «سألنا أبا جعفر(عليه السلام) عن أحاديث فرواها عن جابر، فقلنا: مالنا ولجابر؟ فقال: بلغ من إيمان جابر أنّه كان يقرأ هذه الآية: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ)»(5).
من أقوال العلماء فيه1ـ قال الشيخ ابن داود الحلّي(قدس سره): «عظيم الشأن»(6).
2ـ قال الشيخ حسن الجبعي العاملي(قدس سره): «تكاثرت الرواية في مدحه، وما رأيت ما يخالفها»(7).
3ـ قال السيّد التفرشي(قدس سره): «وأورد الكشّي في مدحه روايات كثيرة، تدلّ على علوّ مرتبته، وحسن عقيدته، وانقطاعه إلى أهل البيت(عليهم السلام)»(
.
4ـ قال الشيخ محيي الدين المامقاني(قدس سره): «اتّفقت كلمات الخاصّة والعامّة على توثيق المترجم وتجليله وتعظيمه، فهو صحابيّ جليل، ثقة نبيل، ولم نقف على غمز فيه، مع أنّه كان من المعلنين والمتجاهرين بالولاء لأهل البيت(عليهم السلام)، والناشرين لفضائلهم»(9).
حبّه لأهل البيت(عليهم السلام)كان(رضي الله عنه) منقطعاً إلى أهل البيت(عليهم السلام)، ثابتاً على حبّهم، عن أبي الزبير قال: «رأيت جابراً متوكّأ على عصاه وهو يدور في سكك المدينة ومجالسهم وهو يقول: عليّ خير البشر، فمَن أبى فقد كفر، يا معشر الأنصار، أدّبوا أولادكم على حبّ علي، فمَن أبى فلينظر في شأن أُمّه»(10).
وهو أوّل مَن زار قبر الإمام الحسين(عليه السلام) في أيّام أربعينيّته، وبكى عليه كثيراً.
جهادهشهد(رضي الله عنه) بدراً، وثماني عشرة غزوة مع النبيّ(صلى الله عليه وآله)، وشهد معركة صفّين مع الإمام عليّ(عليه السلام)، وكان من شرطة خميسه.
لقاؤه بالإمام الباقر(عليه السلام)كان(رضي الله عنه) يتلهّف للقاء الإمام الباقر(عليه السلام) لرواية سمعها عن رسول الله(صلى الله عليه وآله)، حيث كان يجلس في مسجد النبيّ(صلى الله عليه وآله) وينادي: «يا باقر العلم! يا باقر العلم! فكان أهل المدينة يقولون: جابر يهجر، فكان يقول: لا والله ما أهجر، ولكنّي سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: إنّك ستدرك رجلاً منّي، اسمه اسمي، وشمائله شمائلي، يبقر العلم بقراً، فذاك الذي دعاني إلى ما أقول.
قال: فبينما جابر يتردّد يوماً في بعض طرق المدينة، إذ مرّ بطريق في ذاك الطريق كتّاب فيه: محمّد بن علي، فلمّا نظر إليه قال: يا غلام! أقبل! فأقبل، ثمّ قال له: أدبر! فأدبر، ثمّ قال: شمائل رسول الله(صلى الله عليه وآله)، والذي نفسي بيده؛ يا غلام ما اسمك؟ قال: اسمي محمّد بن عليّ بن الحسين، فأقبل عليه يقبّل رأسه ويقول: بأبي أنت وأُمّي، أبوك رسول الله يقرئك السلام»(11).
روايته للحديثيُعتبر من رواة الحديث في القرن الأوّل الهجري.
ممّن روى عنهم
رسول الله(صلى الله عليه وآله)، الإمام علي(عليه السلام)، فاطمة الزهراء(عليها السلام)، عبد الله بن جذاعة... .
من الراوين عنه
الإمام الباقر(عليه السلام)، أبو حمزة الثُمالي، أبو هارون العبدي، جابر بن يزيد الجُعفي، عبد الله بن محمّد بن عقيل، عطية العوفي، محمّد بن المنكدر.
وفاتهتُوفّي(رضي الله عنه) عام 78ﻫ بالمدينة المنوّرة.
ـــــــــ
1. اُنظر: معجم رجال الحديث 4/330.
2. الكافي 7/113.
3. القصص: 85.
4. الكافي 1/469، ح1.
5. اختيار معرفة الرجال 1/234، ح91.
6. رجال ابن داود: 60.
7. التحرير الطاووسي: 116.
8. نقد الرجال 1/323.
9. تنقيح المقال 14/76.
10. اختيار معرفة الرجال 1/236.
11. الكافي 1/469، ح2.