تواضع الانبياء عليهم السلام

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
اللهم العن أول ظالم ظلم محمد وال محمد وأخر تابع له على ذلك
إلى من يدعي حب الأنبياء والمرسلين على نبينا وعليهم أفضل الصلاة والسلام ويمشي على خطاهم إليكم وصفهم عن الذي حضر في حضرتهم جميعا ومنهم نأخذ الدروس والعبر وحتى لا تفوتنا الفرص ولم يبقى منها شيئا ل ((يقول يا ليتني قدمت لحياتي)) ( الفجر (24))، يقول أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام : ولقد كان في رسول الله –صلى الله عليه وآله – كاف لك في الأسوة (1) ، ودليل لك على ذم الدنيا وعيبها ، وكثرة مخازيها ومساويها ، إذ قبضت عنه أطرافها ، ووطنت لغيره أكنافها (2) ، وفطم عن رضاعها ، وزوي عن زخارفها .
موسى
وان شئت ثنيت بموسى كليم الله –صلى الله عليه وسلم – حيث يقول : (( رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير )) والله ما سأله إلا خبزا يأكله ، لأنه كان يأكل بقلة الأرض ، ولقد كانت البقل ترى من شفيف (3) صفاق (4) بطنه لهزاله وتشذب لحمه(5) .
داود
وان شئت ثلثت بداود – صلى الله عليه وسلم – صاحب المزامير وقارئ أهل الجنة ، فلقد كان يعمل سفائف الخوص بيده ( 6) ويقول لجلسائه : أيكم يكفيني بيعها !ويأكل قرص الشعير من ثمنها .
عيسى

وان شئت قلت في عيسى بن مريم عليه السلام ، فلقد كان يتوسد الحجر ويلبس الخشن ويأكل الجشب وكان أدامه الجوع وسراجه بالليل القمر وظلاله في الشتاء مشارق الأرض ومغاربها (7) وفاكهته وريحانه ما تنبت الأرض للبهائم ولم تكن له زوجة تفتنه ولا ولد يحزنه ولا مال ولا طمع يذله ، دابته رجلاه ، وخادمه يداه!
والبقية تأتي عن الرسول الأعظم صلى الله عليه واله وسلم .
والحمد لله رب العالمين
1. الأسوة : القدوة
2. الأكناف : الجوانب.وزوي : قبض .
3. شفيف : رقيق ، يستشف ما وراءه.
4. الصفاق : الجلد الباطن الذي فوقه الجلد الظاهر من البطن .
5. تشذب اللحم : تفرقه.
6. السفائف –جمع سفيفة – وصف من ( سف الخوص ) اذا نسجه أي منسوجات الخوص .
7. ظلاله : جمع الظل بمعنى الكن والمأوى ، ومن كان كنه المشرق والمغرب فلا كن له